الخميس، 3 سبتمبر 2015

ومن الحب ما قتل ..وهجَّر ودمَّر


بدايةً, اعترف أنني أحب التعمق في الأشياء ,والغوص في تفاصيلها, وأنطلاقاً من كوني انتمي الى الشعب السوري والذي تقطعت به السبل وما زال جزء كبير منه على حدود الدول هارباً من الموت المقيم في بلده يبحث عن حياة قد يجدها خلف أسوار تلك الحدود. ولكن, ما الغرض من وجود هذه الحدود مادامت حصناً منيعاً في وجه الفقراء, وشبكة عنكبوت هشه في وجه السلاح والحروب والسموم وتجارها ؟ هذا فضلاً عن كونها أداة تقيد الشعوب بقيد الوطنية الذي  لم ينتج عنه سوى الأحقاد والحروب بين شعوب العالم . بيد أن هذه " الوطنيات ناتجة عن حب" وبالتالي حُبك لأي شيئ سيضفي عليه طابعا تعصبيا فطرياً,فالطفل الصغير محب لبيته متعصب لحارته , وتكبرمعه محبته لدينه ولوطنه ولكل شيء,  ويعاني  ويتألم ويحارب ويموت من وراء هذ الحب, فما الانقسام الديني بين البشر وحتى الإنقسام الطائفي في الدين الواحد إلا حب, فهذا علي رضي الله عنه وحب المسلمين واقتتالهم من أجله خير دليل عن التعصب الذي لا مبرر له سوى الحب, أيضا النار التي يوقدها السياسيون وتجار السلاح فهي حب متعصب للمال والسلطة ,وقد يقتل بعض الشعوب أوطانهم من حب خالص لها كما هو الحال في سوريا.أخيراً,نحن بحاجة لأن نتحرر من قيود التعصب الملتفة حول أعناقنا ...أن نتحرر من طمعنا..من جشعنا ووحشيتنا وحبنا المتعصب لكل شيئ أحببناه وأيضا حبنا لأنفسنافالحب أعمى وبحجم حبنا لشيء تولد كراهية لأي شيئ يقف بيننا وبين محبوبنا, ومن هنا تبدأالصراعات ,لأن  الحب نرجسي وليس  قائم على المعرفة ورغم ذلك فلا حياة دون حب ولكن علينا أن نحب بحدود, كي لا تتجاوز أوجاعنا كل الحدود
ابراهيم الهنداوي